"أضمن لك أن الفكرة هـتضرب!"

هذه الجملة قالها لي أحد المبدعين عندما كنت مديراً في إحدى الجهات لإقناعي باعتماد فكرة إعلان تسويقي.

ردي كان حينها مازحاً:
"عظيم. نكتب عقد… إذا الفكرة ضربت، أعطيك قيمتها أضعاف ثلاثة، وإذا ما ضربت، تعوضني مجاناً بثلاثة أضعاف قيمتها، وطبعاً هي صفقة العمر… :) لأنك ضامن نجاحها"

الرد؟ طبعاً الرفض والتهّرب.
لأن أحد لا يستطيع أن يعلم يقيناً أن أي فكرة، مهما بدت مبتكرة، ستنتشر انتشاراً واسعاً قبل نشرها.

لماذا الانتشار صعب؟

الانتشار هو القدرة على جذب انتباه عدد كبير من الناس لتصل إليهم الفكرة أو السلوك أو المنتج.

مالكوم غلادويل يُعرف نقطة التحول:

عندما تجتاز فكرة أو سلوك اجتماعي نقطة معينة لتتحول إلى عدوى تنتشر مثل النار في الهشيم.

في عصر وفرة المحتوى، من يستطيع جذب الانتباه؟

تُقدر إحدى الدراسات أن هناك 3.2 مليار صورة تُنشر يومياً بجانب الأخبار والرسائل تتنافس بشراسة لجذب انتباهك.

هناك ما يجذب الإنسان في بيته، عمله، حتى مع نفسه وألم بطنه وشرود عقله.

عندما تقرر نشر الإعلان، فأنت حرفياً تدخل حرب ضروس، مجهولة، لجذب الانتباه.

حتى لو نشرت شيئاً فعلاً يجذب الانتباه، فقد يصادف أن هناك خبر سياسي أو حدث آخر أكثر تشويقاً يخطف الأنظار - ولسوء الحظ، قد لا يكون التوقيت في صالحك.

هي معركة لصناعة ما يستحق في الزمان والمكان المناسبين… ومع الكثير من الحظ، يتحقق الانتشار.

📚

نقطة التحول - ويكيبيديا

QUT - 3.2 Billion Images Shared Daily

من السذاجة أن تعتقد أن عملاً إعلانياً محدداً سيحقق الانتشار الذي تريد، لذا:

لا بد من استيعاب هذه الحقيقة والتعامل معها.
وإن حالفك الحظ مرة أو مرتين سابقاً… فلا جدوى من الاعتماد على الحظ مستقبلاً.

لابد من أنشطة تسويقية وإعلانية مستمرة وبطريقة أكثر جدوى.

إذاً، كيف يتحقق الانتشار؟

لا أحد يعلم تحديداً كيف يكون ذلك،
لكن يمكنك بذل الأسباب التي تزيد من احتمالية حدوثه.

التفكير بطريقة مختلفة، مغايرة، وابتكار رسائل تسويقية ذات قيمة حقيقية

تحويلها إلى محتوى إبداعي

اختيار قنوات إعلانية وإعلامية مناسبة

استخدام أدوات مساندة كلها لنشرها

ولزيادة الفرصة بشكل حقيقي، لابد أن يحدث ذلك باستمرار وانتظام.

كل مرة تبذل فيها الأسباب الصحيحة، ترتفع احتمالية النجاح.

نقطة التحول = الاستثمار

عملية تحقيق نقطة التحول تشبه بشكل كبير الفكر الاستثماري.

لا أحد يعلم تحديداً أي سهم سيحقق النجاح فعلاً، أو السوق سيكون صاعداً.

النصيحة الاستثمارية الخالدة:

"وزع بيضك، ولا تقلق لنجاح أو خسارة استثمار بعينه."

ركز على أداء المحفظة الاستثمارية الكلية عبر الزمن، وكذلك أقول:
استثمر في الأنشطة التسويقية والإعلامية، باستمرار، وسيحدث الانتشار.